المنظورالاجتماعي والسياسي للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء دراسة تحليلية

الملخص

تبرز أهمية علماء الدين في تكوين الوعي لدى الافراد وبناء الجانب الروحي عندهم والحفاظ على البناء الاجتماعي (Social Structure) تبعا لتعاليم الدين الإسلامي التي تحدد الروابط والعلاقات الاجتماعية بينهم من خلال تحديده لاسلوب الفكر والعمل وعليه عد الدين وسيلة مهمة من وسائل الضبط الاجتماعي بآرشاد الفرد الى الطريق المسقيم والابتعاد عن الطريق الملتوي امتثالا لقوله تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ( ). فالدين الإسلامي في مجمله وتفاصيل احكامه يهدف الى تحصين الانسان ذاتيا عمليا دون الفساد، لهذا كانت من اولويات علماء الدين والمراجع العظام تهيئة الاجواء التي تحافظ على سلامة المجتمع وتقوي فيه العامل الديني استنادا لقوله تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)( ).ومساهمتهم الفعالة في ابراز المجتمع كمجتمع إسلامي يستوحي قيمه ومبادئه من القران الكريم والسنة النبوية لتلك التنظيمات البشرية (Humanity Organization) امتثالا لقوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)( ).وتجسيدا لذلك كان للمرجعية دور مهم في رسم الواقع الاجتماعي والمؤثر في ماضي الامة وحاضرها وما ينتظرها من مستقبل واعد لتحقيق الارضية الإسلامية والمجتمع الإسلامي الذي يسوده العدل والمساواة وتتغلب فيه قوة المنطق على منطق القوة، وبغية تحصين المجتمع الإسلامي عامة والمجتمع العراقي بصورة خاصة ظهر على مسرح الاحداث الشيخ كاشف الغطاء بافكاره الوقارة فواجبه الديني يفرض عليه ان يكون في وسط الاحداث مرشدا وناصحا وموجها باعتباره مرجع ديني روحاني فكانت له بجميع الاحوال مشاركة فاعلة وقوة تاثير اما دراستنا الحالية فتتضمن اسهامات الشيخ في الواقع الاجتماعي متمثلة في تكريس الكثير من كتاباته وخطبه من اجل النهوض بالمجتمع والوقوف بوجه التيارات المناهضة للمجتمع.