الترميز النسقي في رواية فرانكشتاين في بغداد – نقد ثقافي-

المؤلفون

  • Dr. Firas Salah

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i77.302

الكلمات المفتاحية:

الترميز، النسقي، فرانكشتاين

الملخص

... ملخص البحثإنّ مهمتنا في هذه الدراسة البحثيّة هي تسليط الضوء على البعد الثقافيّ للواقع العراقيّ، وقراءة الأنساق الضامرة وراء النصّ، ولاسيما الشخصيّات التي عهد سعداوي الى توظيفها في نصّه الروائي (فرانكشتاين في بغداد) والتي تمثّل استقراءه لجذاذات الهويّات العراقيّة التي أراد من خلالها طرح فرضيّات أكثر من طرحه لحقائق؛ وذلك لأنّ هذا النصّ الروائيّ حائز على اشتراطات القراءة الثقافيّة من ناحية امتلاكه نسقين متصارعين في آن واحد، وأنّ هناك إضمارًا مرمزًا تحت العلنيّ، ومعاكسًا لهذا العلنيّ المجهور، ثمّ إنّه نصّ جماهيريّ حاز على أكبر جائزة عربيّة في ميدان القصّ الروائيّ، وقد استهلك بوصفه جميلا، وهذا الجمال هو الحيلة الأهمّ لتمرير الأنساق أو نقدها، لذلك حاولت هذه الدراسة فكّ شفرة المرموزات النسقيّة في هذه الرواية من خلال البحث عن إجابة لأسئلة مثل: لماذا يتشظى اسم فرانكشتاين داخل الرواية؟. وبماذا يشي تبني سعداوي لهذا الاسم بالتحديد دون غيره من الأسماء الواردة في الرواية عنوانا؟ وبما أن الإجابة تأخذنا إلى عنوان الهويّة ألزمنا بطرق هذا الباب الذي يتشعّب عند فتحه إلى مجموعة من التساؤلات، منها: هل يمكن التحدث عن ثقافة عراقيّة واحدة؟ وهل الأمة العراقيّة أمة واحدة أم مجموعة من الأمم؟ وهل يمتلك العراقيون أصلًا هويّة ذات معنى تتجاوز الهويّات الفرعيّة؟ فتظهر التعريفات والبحوث في جبة علم الاجتماع والانثروبولوجيا على جسد القصّ الناسج لتاريخٍ مسكوت عنه، أو لا يحبذ الجهر به؛ ما أغرى بحثنا الثقافيّ بتناوله والخوض فيه؛ لأنّ المنهج الثقافيّ هو ملتقى لكثير من العلوم والتخصصات، أهمّها علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الثقافيّة والفلسفة والسيميائيّات والأدب والفنون، إنّه أي: النقد الثقافي، العالم مقروءا، كما شكّل النصّ، هذا العالم، بوصفه بعدًا مكتوبًا.وأما شخصيّات الرواية فقد تعاملنا معها بعدّها مفهوما سيميائيًّا ووحدة دلاليّة تتشكّل على أساس تمازج العقليّ بالجسدي من غير تغليب العقلي على الجسديّ لنتجاوز بذلك الفلسفة الديكارتية التي تهيمن عليها الثنائيات التي من أهمّها ثنائيات الرجل/المرأة، العقل/الجسد، الطبيعة/الثقافة، والتي كان ((لها الأثر الأقوى في تهميش الجسد الانساني، باعتباره الآخر الأضعف والأقل عقلانية، وبالتالي الأقل جدارة بالاحترام))، ثمّ تطرّقنا إلى توظيف الرواية للجسد المتوحش وظيفة المخلص، فلا يتمظهر بطلها بخيلاء الفارس الممشوق القوام والمعتلي صهوة الجواد، بل تظهره وقطع اللحم المهترئ تتساقط منه ورائحة الموت العفنة والقويّة تفوح منه، ومن هذا الممر تنطلق الشخصيّات الثقافيّة في رواية فرانكشتاين في بغداد، إنّها تولّد من مجتمعات سفليّة يتمظهر فيها الجهل والسذاجة والأساطير في عالم يشكّل قاع المجتمع صوب طبقة وسطى، تربط هذا السفليّ بالعلويّ، لذلك قسمنا هذه الشخصيّات على ثلاث فئات وبحسب أنساقها، انطلاقا من النسق السفليّ فالوسيط ثم العلويّ، وقد دعونا القارئ مع هذه الأنساق إلى أن ينصت بعينيه إلى الشخصيّات الثقافيّة التي تشكّلت منها هذه الأنساق؛ لأنّ المهمشين لا يجيدون التعبير عن أنفسهم وحتى لو أنّهم حاولوا التعبير فإنّهم سيسقطون تحت هشاشة إحساسهم بالدونيّة والوضاعة، وسيتعالى عليهم الآخر الذي ينفر من فظاظتهم وسذاجتهم لذلك يجب أن نسمع بأعيننا، كما رأينا كثيرًا بأسماعنا، ونظنّ أن سعداوي ومن ورائه المجتمع الذي انكتب سعداوي به سطّر تنوعه وتمزقه في الوقت نفسه في هذه الرواية، التي جاءت صرخة ضمن صرخات ظاهرها الجمال وثيمتها المعاناة والألم والتشظي، ولولا هذه الصرخات والقدرة على فكّ شفراتها لظلّ الألم في دائرة الكبت والنسيان، ولهذا المعنى أشار (فنسنت ليتش) فيما يراه بمثابة البروتوكول للنقد الثقافيّ المابعد بنيوي عند توصيفه لمقولة دريدا أن لا شيء خارج النصّ، فالنص الابداعي هو ((علاقة معقّدة من داخل التجربة الإنسانيّة بين الخطاب كتعبير، والخطاب كظاهرة وفعل حادث وكتأويل لذلك كلّه، وكما تساءل فوكس _ جينوفيس: هل سيكون للشجرة الساقطة صوت إذا لم يكن مَن يسمع سقوطها، أو بتعبير حديث: هل للفكر وجود إذا لم يكن هناك من يكتبه)) ...

التنزيلات

منشور

2018-08-19

إصدار

القسم

مقالات