الحكم السلبية في الشعر العباسي

المؤلفون

  • Tha'er Samir Hassan Shammari

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i56.666

الملخص

لعلّه من اللافت للنظر، والمثير للجدل أن نطلق على بحثنا هذا تسمية ( الحكم السلبية) ،ولاسيما مع تحلّي شعر الحكمة بالموضوعات السامية، والأهداف النبيلة! ولتوضيح ذلك أقول : إنني لم أصف هذه الحكم بالسلبية إلّابسبب اتصاف هذا الشعر بمقوّمات شعر الحكمة ، باستثناء الهدف الايجابي طبعاً، فالشعراء هنا يمارسون دور الحكيم في المجتمع ، ويحاولون مخاطبته بما يعتقدون بصحّته ، حسب رؤاهم الشخصية، منطلقين في ذلك من تجاربهم الذاتية، التي أرادوا تعميمها على الجميع ، غير أنّ حكمهم تلك كانت تنقص الهدف الايجابي ، إذ اتّصفت بالسلبية ؛ لأنها كانت هدّامة بكلّ ما تحتويه هذه الكلمة من معان ودلالات ، لذا آثرتُ تسميتها بالحكم السلبية لانطباق هذه الصفة عليها.ولعلّ سبب غرابة التسمية ، انطلق أساساً من تركيز الباحثين على دراسة الحكمة التي تمتاز بالصفات الايجابية التي طرقها الشعراء، وقدّموها إلى الانسانية على مختلف الحقب ، غير مراعين – في الأكثر- وجود الحكم التي تتمتّع بالصفة المعاكسة، وأعني بها توشّحها بالصفات السلبية، ولذلك جاء هذا البحث ليسلط الضوء على الوجه الآخر من وجهَي الحكمة، وليكون مفتاحاً يفتح أبواباً جديدة في الدراسات المقلبة.وفيما يخصّ مضمون الحكم السلبية في الشعر العباسي ، فان استقراء الشعر المعني بيّن لنا أنّ الدعوة لشرب الخمرة – على شكل حكمة تؤثر في القارئ او السامع معاً – كانت المضمون الأساس في ذلك الشعر ، فضلاً عن التطرّق لأمور سلبية كثيرة أُخر ، أبرزها الدعوة إلى التمتّع بالنساء بما لايُرضي الله سبحانه وتعالى ، والاستماع للأغاني، وممارسة اللهو عموماً ، والتمتّع بأيّام الشباب قبل انقضائها ، وما إلى ذلك من الحكم التي لايستلذّها إلاّمَن كان في نفسه شيءٌ ، بل أشياء من الدناءة ، وفساد الضمير ، وقلة الايمان ، وحبّ الدنيا وايثارها على الآخرة.

التنزيلات

منشور

2018-09-23

إصدار

القسم

مقالات