الشعر العربي الحديث من الغنائية إلى الغموض ـ مفاهيم نظرية

الملخص

ربط أغلب منظري الأدب ـ على اختلاف انتماءاتهم القومية ومشاربهم الثقافية ـ ولادة مصطلح الشعر الوجداني/ الغنائي بالرحم الأرسطوي الذي أنجب التقسيمات المُثلى للجنس الأدبي؛ فما أن أُشير إلى هذا المصطلح حتى ذُكر تعريف أرسطو ذائع الصيت ((بأن يبقى الشاعر / المحاكي هو هو ))(1), مع ذلك فهناك من رأى أن من الأنسب أن ينسب التعريف السابق إلى أفلاطون الذي قسَّم طرق المحاكاة إلى ثلاث لا إلى أرسطو الذي اختزلها إلى اثنتين هما: السرد, والتمثيل؛ ذلك أن تعريف أرسطو السابق الذي قرن الشعر الغنائي بالذات أُطلق على جزء من ((ملحمة)) يتكلم فيه الشاعر بصوته هو لا بصوت الشخصية (2), وبذلك يكون أرسطو قد تجاهل الشعر الغنائي كما رأى جينيت(3), أو استبعده لأنه أُدخل في الموسيقى كما رأى عبد الرحمن بدوي (4).