أوضاع العرب في صقلية النورمانية

المؤلفون

  • Sami Hamoud al-Hajj Jassim

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i61.577

الكلمات المفتاحية:

أحوال ،عرب، صقليه

الملخص

بدأ حكم الاغالبة في صقلية من( 212هـ-296هـ/827م-909م) الذين حكموها تحت اسم الخلافة العباسية قبل سقوطها – أي الاغالبة - على أيدي الفاطميين0بعدها وقعت صقلية تحت حكم الفاطميين (296هـ-431هـ /909م -1040م)،ويذكر ابن خلدون أنّ حكم الفاطميين لم ينتهِ إلا في عام( 464هـ )0 لم تنعم صقلية بالهدوء والاستقرار مدة طويلة لاسيما بعد انقراض الحكم الفاطمي (464هـ/1072م)، إذ دبت فيها النزاعات الداخلية ما أدى إلى قيام فترة شبيهة بفترة ملوك الطوائف بالأندلس فأخذ كل امير يحكم امارته بنفسه فحصل التمزق السياسي الذي جعل من السهل على أي غازٍ أن يغزو الجزيرة من الشمال أو الجنوب. وكان قد ذكر أن أهل صقلية لم يحبوا أحدا ممن تولى عليهم من قبل العرب مثلما أحبوا الولاة الفاطميين في صقلية. وقد وصف ابن خلدون في تاريخه غير واحد من هؤلاء الولاة بالعدل، وحُسْن السيرة، ومحبة أهل العلم، والاشتمال على الفضائل سقطت جميع مدن صقلية بآخر معاقلها سنة( 484هـ /1091م)بيد النورمان، اذ ملكها روجر النورماني ، وسكنها الروم والإفرنج مع من بقي من المسلمين وبذلك سيطر المسيحيون على البحر المتوسط كأكبر نتيجة ترتبت على سقوط جزيرة صقلية لم يخلُ البلاط النورماني من التأثير العربي ،فقد اتخذ ثلاثة من ملوك صقلية النورمان القاباً عربية وهم روجر الثاني الذي لقب نفسه (المعتز بالله)ووليام الأول (الهادي بأمر الله)،ووليام الثاني (المستعز بالله) ،والتاج الذي لبسه روجر الثاني ملك صقلية(506هـ-549هـ/1112م-1154م)كان بيزنطياً،ولكن العباءة الشهيرة التي ارتداها مع ذلك التاج كانت عباءة امير شرقي نسجت في عاصمة صقلية سنة(528هـ/1133م) وطرزت على حاشيتها كتابة كوفية،وصورة فهود تهاجم جمالاً،وهي ارجوانية اللون على شكل غفارة(زخمة)منسوج فيها خيوط من الذهب واللآلىء وكتابة كوفية جاء فيها:"مما عمل للخزانة الملكية المعمورة بالسعد والاجلال والمجد والكمال والطول والافضال والقبول والاحسان والسماحة والجلال والفخر والجمال وبلوغ الاماني والآمال وطيب الايام والليالي بلا زوال والانتقال بالعز والدعاية والحفظ والحماية والسعد،والسلامة والنصر والكفاية بمدينة صقلية(528هـ/1134م)" ،وقيل ان جمال هذه العباءة حير الناظرين اليها بما امتازت به من جلال مظهرها وزخرفتها ونسجها،ولجمال هذه العباءة وماحوته من رونق العز والملك ارتداها الملك هنري السادس عند قدومه الى المانيا من بلرم(باليرمو) بعد ان تم تتويجه في بلرم(باليرمو) كما ان اسلوب الحياة في بلاطه كان اسلوباً شرقياً لاغربياً،فكان روجر الثاني يعيش حياته في البلاط وكأنه أمير مسلم،فالحريم والفتيان في قصره كان ينطبق عليهم الطابع الشرقي الإسلامي المترف،وكان أطباء روجر من العرب وكتابه الخاصون بسجلات الدواوين يتكلمون العربية مع اليونانية، وقد قلد نورمان صقلية الخلفاء الفاطميين في استخدام الجواري والغلمان في باحة القصر،وقد ظل هذا التأثير العربي مستمراً في عهد روجر الثاني ووليام الاول ووليام الثاني وقد وصفهم اماري بقوله:"مسلمين ظاهراً اكثر مما كان رجار"،اذ كانوا يتكلمون العربية بطلاقة0

   

التنزيلات

منشور

2018-09-12

إصدار

القسم

مقالات