الشاعر الجاهلي بين البحث عن الهوية والهوية البديلة

المؤلفون

  • Ekhlas Mohammed Edan

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i61.580

الكلمات المفتاحية:

حياته، شعره، هوية الشاعر الجاهلي

الملخص

ارتبطت هوية الانسان العربي قبل الاسلام بنسبه الى قبيلته ، فرابطة الدم والانتماء الاجتماعي القبلي هما رمز هويته ، وعنوان وجوده ، إلا ان بعض الشعراء بحثوا عن هويات أخرى علـى الرغـم مـــن تمسكهم بالهوية الام ، ولم يولد هذا البحث من فراغ ، بل جاء نتيجة نقلة انحرفت بمسار الشاعر الى هوية أخرى ، فالمهلهل بحث عن هوية جديدة له حين ارتبط وجدانه وشعره برثاء أخيــه كليب وائــل واصراره على الاخذ بثأره ، وهكذا الحال مع دريد بن الصمة الذي ظل يرثي ويطالب بدم أخيه (عبـد الله ) ، ووجد عمرو بن كلثوم التغلبي هوية خلدته وخلدت قبيلته ( بني تغلب) حين قتل الملك عمـرو بن هند ، وسجل هذه الواقعة في معلقته الشهيرة التي تعد مفخرة مفاخر بني تغلب ، ظلوا يرددونهــا جيلا بعد جيل ، وبحث طرفة بن العبد عن هوية له حين طردته قبيلته ، لافراطه في شرب الخمــر و سكره الدائم ، حتى غدا متقاعسا متكاسلا لا فائدة ترجى منه ، فهــو في نظر قبيلتـه فرد منتــم اليهــا اسما لا فعلا ،لذا أبعدوه ، لكنه عاد الى صوابه وجذوره معتذرا طالبا الصفح والعفو ، متمسكا بهويته الاصيلة (هوية الانتماء الى الارض والاهل ) ، وليس من الغريب ان يبحث الشاعر عن هوية تخلـده وتمجد اسمه ، فيجدها في فعل الخير ، فحاتم الطائي وجد ذاته في الكرم ، فكان هويته التي أوصلتــه الى الخلود الذي ظل يطلبه ويبحث عنه 0 فيما نحا شعراء آخرون منحىً مغايرا ، إذ استبدلوا هوياتهـم الاصيــلة بهويــات غيرهــا ، كامــريء القيس الذي استبدل هوية الانتماء والمُلك بهوية اللهو والعبثية والضياع واللاجدوى ، حتى اذا مـــا جاءه خبر مقتل ابيه حاول استبدال هويته مرة أخرى ، لكن الموت لم يمنحه هذه الفرصة .واستبدل عنترة ـ المنتمي اللامنتمي ـ هويته التي فُرضت عليه ( هويـة العبوديــة واللــون الاســود والنسب الى الام الحبشية السوداء) ، بهوية الفارس البطل المدافع عن قبيلتـه ـ بني عبس ـ ، حتـــى وجد نفسه ، وحقق ذاته في اقتحام الحروب ، ليمنح نفسه هوية بديلة ظل يحلم بها طويلا .ولربما كان الحطيئة وسطا بين الباحثين عن الهوية ، والحاصلين على هوية بديلة ، فقد بحث عن هوية قبلية كونه مغمور النسب ، فلم يحصل عليها ، لذا استبدلها بردة فعل عنيفة تمثل انتقاما من المجتمع ، وهي الهجاء الذي اشتًهر به ، حتى غدا أشهر شعرائه في عصر ما قبل الاسلام، فكان هويته البديلة التي منحته فرصة إثبات الذات ، والثورة على تقاليد المجتمع .

   

التنزيلات

منشور

2018-09-12

إصدار

القسم

مقالات