الذات الممزقة دراسة في أدب المهجر العراقي رواية (تحت سماء كوبنهاغن أنموذجا)

المؤلفون

  • Dr. Said Abdel-Hadi Almirhej

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i53.757

الملخص

كثرَ الحديث، والتنازع في الآونة الأخيرة، حول مصطلح (أدب المهجر) واجترح البعض مصطلحا آخر، هو أدب المنفى، فيما تحدث آخرون عن ادب المهجر الجديد، وبرغم تعدد التسميات، لم نجد حديثا موسعا ولا رصدا شافيا لأدب المهجر العراقي، جديده أو القديم، وكان ماميّز أدب مبدعي المهجر هو سعيهم للافادة من تراثين؛ التراث الذي حملوه معهم في هجرتهم، وهو تراث أمتهم، وتراث الأمة التي استوطنوها، فكان من الطبيعي أن نرى مغايرة في مستويي التنظير والابداع. على وفق هذا يمكن أن نتحدث عن ثلاثة أشكال من أدب المهحر؛ الأدب المرتبط بالجيل الأول (جبران، نعيمة، ابو ماضي...وغيرهم) وأدب الجيل الذي هاجر بعد ذلك وشكلوا جيلا مختلفا (سعدي يوسف، وفاضل العزاوي، وبلند الحيدري...وغيره) وما ميّز هذا الجيل أنه ولد في حاضنة التغيير التي كان جزءا من تشكيلها أدباء الجيل الأول، ومن ثم فهو على صلة بحركات التجديد الأوربي قبل هجرته، فيما مثّل الجيل الثالث أبناء المهاجرين، من الذين ولدوا وأفواهم تلوك لغة أخرى غير العربية، وكانت العربية لغتهم الثانية في الحياة. وبذا يمكن أن نعد ابداع غائب طعمه فرمان، وفؤاد التكرلي، وجنان جاسم حلاوي... في القص، وسعدي يوسف، وفاضل العزاوي، وسركون بولص...في الشعر، فضلا عن الاصوات المبدعة الآخرى في هذه الميادين أو في ميادين الابداع الاخرى، يمثل تطورا طبيعيا لتجربتهم الخاصة من جهة، وللتجربة الابداعية في مجتمعهم العراقي من جهة أخرى، وظل المكان في رواية وشعر هذا الجيل هو الفضاء العراقي يحاوره المبدع ويعيشه ذاكرة حية، من هنا نرى أن أدب المهجر المعروف ظل وفيا لانتمائه، ومثّل تطورا طبيعيا لحركة الأدب العربي في الاقطار العربية، لكن مع هذه الرواية التي نعدها أنموذجا لإبداع الجيل الثالث، سنرى ثمة تحولا أساسيا في الثيمة إذ برز صراع الهوية، وانشغل الأدب بالعلاقة مع الآخر أكثر من انشغاله بحواره الداخلي كما كان عليه الأمر من قبل. فضلا عن كون الكاتبة رصدت مسيرة التحول الاجتماعي لهذه الشريحة (ابناء المهاجرين) التي ولِدت في بلدان المهجر، فهي من حيث الجنسية تنتمي لهذا الفضاء الغريب، فيما تمزقت الهوية بين عالمين؛ عالم الولادة وعالم الذاكرة. لذا وجدنا أن مصطلح أدب المهجر يكتسب خصائص جديدة مع ولادة أعمال مثل هذا العمل. إذ ان خطية الاعمال السابقة تجعلها لا تختلف عن اعمال غير المهاجرين إلا بمكان ولادة النص (كتابته) وطبيعة مؤثراته، وهذا له أثره عند الناقد الاجتماعي، أو النفسي، في حين لم تستوح من المكان، والعلاقة بالآخر ما يمكن أن يشكل علامات مائزة. سعى البحث لإبراز هذين الأمرين في قرائته للرواية على المستويين الفني والموضوعي.

 

التنزيلات

منشور

2018-08-07

إصدار

القسم

مقالات