توظيف الاسطورة في رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي

المؤلفون

  • Mahmoud Shaker Mahmoud

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i63.487

الكلمات المفتاحية:

اسطورة ،توظيف، رسالة التوابع و الزوابع

الملخص

ظل البحث لفهم الكون وظواهره الغاية الرئيسة للانسان منذ ان وعى وظلت تساؤلاته الباحثة عن تفسيرات لما يحيط به من وجود؛ تثير فيه مغامرة ايجاد الجواب ولهذا فقد اراد ان يوقف سيل تساؤلاته التي جعلته يقف متعجبا من ظواهر الكون المتعددة بان يعطي تفسيرا يرتضيه لسرها ( وسرعان ما وجد الوعاء .... انها الاسطورة التي فسر بواسطتها الحياة واشبع فيها _ اي الاسطورة _ رغبته الباحثة عن الحقيقة ... مستندا الى عالم من الخيال والخرافة يكشف فيه عن نوازعه الداخلية ... والخوف من المصير المجهول والقلق اليومي المعاش ) (1) فكان لجوء الانسان القديم الى الاسطورة لتفسير تلك الامور الغامضة في حياته ولاشباع رغبته الباحثة عن الحقائق مستندا الى عالم واسع تكتنفه الخرافات والاوهام والتخيلات وعليه تعد الاسطورة اقدم مصدر مارس فيه الانسان تاملا لسر وجوده بين الظواهر الكونية الرهيبة فكان ان سجل لنا بذلك التامل البدائي الحالم المشوب بالغرابة ؛ الشهادة الاولى على حبه للمعرفة وتوقه للعلم وقد اختلفت المواقف وتباينت الاراء في نشاة الاساطير وطبيعتها ومدلولاتها فهناك من ينظر اليها كانها روايات خرافية وهمية او انها نتاج صبياني لخيال مهوش وهناك من يؤمن بان أساطير العالم القديم انما تمثل واحدة من اعمق منجزات الروح الانسانية ؛ وهو الخلق الملهم لعقول شاعرية خيالية موهوبة (2) وليست هذه الاختلافات الا دليلا على خصب عالم الاساطير واتساعه وشمولية عطائه بحيث راح كل باحث يفسرها من الجانب الذي احس باهميته معتقدا بالزاوية التي ينظر منها الى الاسطورة بيد اننا لن نتعمق كثيرا في المصطلحات وتوضيحها ؛ الا بقدر ما تحتاجه الدراسة ويستدعيه المقام . الاسطورة تعريب جاهلي لكلمة يونانية(Historia) وتفيد معنى الاخبار والسرد والحكاية والقصة والخرافة ، وتكون غنية بالاخيلة والاضافات والاحداث ، وترد دائما مضافة الى (الاولين) (3) وتدرس هذه الاساطير من خلال علم (الميثولوجيا) الذي هو) كلمة يونانية معناها معالجة الاساطير او هي علم الخرافات والابطال في جاهلية التاريخ ( (4) ولايخفى ما للميثولوجيا من قيمة فلولاها لعجزنا عن معرفة كثير من تقاليد الامم والشعوب القديمة وحياتها الاجتماعية والروحية والمادية ولا مناص من القول ان الميثولوجيا قامت بدور ملحوظ في صياغة احداث التاريخ نفسها واول تاريخ معروف حضاريا (لهيرودتس) يتضمن الكثير من الاساطير والخرافات (5) ، فلكل شعب من الشعوب ( ميثولوجيا خاصة مهما بلغ تخلفه في مضمار الحضارة والثقافة والفكر فهي كالمسكن تتفق في وجودها وتختلف في احجامها ) (6) ما يهم ان الاسطورة هي العمود الفقري للميثولوجيا الى جانب دعائم اخرى مثل الروايات المماثلة القائمة على الخيال الجامح والاوهام غير العقلانية البعيدة عن الاسس المنطقية وعليه ف ( الميثولوجيا فرع من فروع المعرفة يعنى بدراسة الاساطير وتفسيرها ) (7) تلك الاساطير التي وجدت لاشباع نهم الانسان الى المعرفة ولتسويغ وجود مالا يحده العقل البشري ولتقديم الاسباب الكامنة وراء كثير من الظواهر - غير المعللة – التي يراها الانسان في العالم الواقعي

   

التنزيلات

منشور

2018-09-06

إصدار

القسم

مقالات