استعادة وطن دلالةالمكان في قصيدة المنفى

المؤلفون

  • Dr.Saleh Zamel

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i57.628

الملخص

يلامس عنوان هذا البحث رغبة الامتلاك للمكان الذي عيّناه في العنوان(بالوطن)، والرغبة هنا تقترن بالفقدان لأن المطلوب يستعاد، غير أن هذه الاستعادة لا تكون على صُعد فيزيقية لأنها متعذرة( لحظة كتابة النصوص) إلى حد ما– على الأقل بالنسبة للشاعر- أو أن ثمة اختلال ما بين الأنا والآخر يجعل هذه الصلات منقطعة عن أن تكون في كينونة طبيعية، فيستعاض عنها بذاكرة مسترجعة، تستعاد فيها رموز معينة كالإشارة لأمكنة من الوطن أو تضمين لمفردات من المحكية أو عوالم وطقوس وثقافة تنتمي إليه. إن ما يستعاد من منجم الذاكرة تدفع لوجهته طبيعة الخطاب المحمولة على لغة منقطعة عن الأمكنة الجديدة أو يضيق استعمالها في التبادل– إذا استعرنا سمة البضاعة– فتصبح كاسدة وتكاد أن تفقد قيمتها مثل كل الأشياء أو أنها تستبدل بأخرى، مثل الحقيبة، والملابس، فيبقى من هذه الأشياء المركونة ما يُفضل إدامة الصلة معه، كصور تستعاد مشوشة لملامح الأهل والأصدقاء التي تصبح مع الأيام غائمة ولا يُستشف منها ما راكمته عليها حركة الزمن من تجاعيد وتعب، لأن الزمن سيقف عند وجهة واحدة(الماضي) بتلافيفه لحظة الانقطاع عن تلك الأمكنة وحسب، واللغة أحد الأشياء المعرضة للفقدان، بيد أنها إذا استمرت في كونها لغة تفكير وإبداع فإن هيمنتها والاعتداد بها سيكون جزءا من الهوية، ويكون تشيؤها خارجيا مع الانقطاع عن المكان الفيزيقي الذي يمثله المنفى وعندما يستمر التعين بالآخرية، فإن" الإنسان لا يحتاج فقط إلى مساحة فيزيقية جغرافية يعيش فيها، ولكنه يصبو إلى رقعة يضرب فيها بجذوره وتتأصل فيها هويته، ومن ثم يأخذ البحث عن الكيان والهوية شكل الفعل على المكان لتحويله إلى مرآة ترى فيها الأنا صورتها"(1). هذه المساحة– إذا كانت المنفى- فقد كان يُتوقع بأنها تعين على تشكيل هوية قادرة على أن تجد لها صلات مع الآخر، فلما تعيا عن ذلك، يكون ارتدادها إلى امتدادها، لأن" ما نطلق عليه الهوية أو الشخصية هو لفظ تجريدي(لهوية أولية) أو اللا تغير، تنطلق منها كافة التحولات التي تطرأ على الفرد فيما بعد، حيث يتطور دون ما يصيب تكوينه الداخلي أو مركز استمراريته أي تغير"(2). إن الهوية تتشكل عبر صيرورة كل فرد أو جماعة، ولا يمكن تجاوزها بذات الرغبة في التحول عن الأمكنة الفيزيقية حتى لو شئنا ذلك، إن الانقطاع عن الوجود الفعلي في الوطن يجعل الهوية وجودا مستفزا يكمن ويظهر كاستعادة لمنظومة ثقافية ولكن بانتقاء.

التنزيلات

منشور

2018-08-07

إصدار

القسم

مقالات