الحروف الهوامل في كتاب معاني الحروف للرماني

الملخص

أما بعد:فيعد العامل النحوي قطب الرحى من النحو العربي ومركز ثقله ومنهجا متكاملا لايستغنى عنه،لهذا وجه العلماء والباحثون قديما وحديثا الدراسات صوب العوامل وعللها ولهم الحق في ذلك لان النحو أثر ومؤثر وعامل ومعمول،ومن وجود العوامل ولاسيما في الحروف ظهرت لفظة الهوامل التي جاءت ظلاَ للعامل أو على النقيض من باب العمل النحوي ،اذ نجدالرماني)ت 384هـ( في كتابه)معاني الحروف( يكرر لفظ الهوامل أو الحرف الهامل مراراً مع كل حرف غير عامل تقريبا(1) وأرى أن تستعمل لفظة الحروف غير العاملة من وجهة نظر في الدلالة النحوية،اي إن الحرف المهمل من جهة العمل النحوي غير عامل لكن له معنى في الكلام. يثير الانتباه نحو تلك التسمية التي قلما نجدها مستعملة في كتب العوامل النحويه وكتب النحو الاخرى ؛لذا ارتأينا أن نبحث الموضوع ودراسته بصورة منفصلة ومختصة بالحروف الهوامل،و نتتبع علل اهمال تلك الحروف ووجدنا بعضها مذكورا في كتاب الرماني ولم يذكر علل كثير منها،فكان لزاما علينا اتباع منهج البحث العلمي وأصوله في تحقيق المعلومات الواردة وموازنتها بكتب الحروف الاخرى ولاسيما علة اهمالها لكي نصل الى نتائج بعد عرض تلك الحروف بحسب تسلسلها الحرفي، وسيتم ذكرها _ان شاء الله_في نتائج البحث،اعتمدنا على عرض الحروف الهوامل للدراسه والبحث طريقة صاحب الكتاب الرماني في نهجه بذكرالحروف بحسب تسلسلها على وفق عدد حروفها فقسمناها الى الحروف الاحاديه والحروف الثنائية والحروف الثلاثية والحروف الرباعية تباعا( 2) نتحدث عن ترتيبها وعرضها قبل عرض الحروف الهوامل ونورد موجزاً يحدد الهوامل والعوامل ومابين المنزلتين أعني من هو عامل وهامل في الوقت نفسه يجب ذكر ما يتعلق بالجانب الهامل منه وأعداد الحروف كلا بحسب حقله المقسم على وفق عدد الحروف وسنذكر الحروف أيهما أكثر إهمالا.لابد من الاشارة الى المراجع والمصادر التي أعتمدنا عليها في إغناء المعلومات النحوية الواردة الذكر في بحثنا المتواضع هذا فقرآن النحو كتاب سيبويه) ت180هـ) لابد أن يكون المرجع الاول ووصيفه كتاب المقتضب للمبرد)ت285هـ) ومراجع نحويه اخرى مثل كتب الحروف ،وهي حروف المعاني للزجاجي(ت337هـ) وكتاب منازل الحروف للرماني ايضا حققه الدكتور ابراهيم السامرائي ويكفينا الاحالة على مقدمة تحقيقه لهذا الكتاب مع كتاب اخر هو كتاب (الحدود ( للرماني ايضا،وكتابنا المعروض للدرس هومعاني الحروف تحقيق الدكتور عبد الفتاح اسماعيل شلبي اللذان تحدثا فيهما عن حياة الرماني العلميه الفاخرة والزاهرة في تاريخ الدرس اللغوي والنحوي اذ بلغ مجموع كتبه اكثر من مئة كتاب في مختلف علوم اللغة والنحووالتفسير وعلوم القران والعلوم الاخرى وهي مستمدة من كتب الاعلام .ولابد من الأستشهاد والموازنة بين كتابي الجنى الداني في حروف المعاني لأبي قاسم المرادي(ت749هـ)وكتاب (مغني اللبيب عن كتب الاعاريب( لابن هشام الانصاري (ت761هـ)مع كتاب الرماني)3) ،ويدل ذلك التراث الغني على عقلية نابغة في الفكر العربي(4) تستحق الاشاره والاشادة والدراسة. حاولنا دعم المصادر بالبحث عن الحقيقة العلمية في النحو المنحصرة بعلل النحو فنجدها في كتب علل النحو منها (علل النحو لابن الوراق )(ت381هـ)ومراجع ومصادر قديمه وحديثه سيرد ذكرها في عرض صفحات البحث القادمه.اما بالنسبة الى مذهبه النحوي فعده د .عبد الفتاح اسماعيل شلبي بصريا على الاعم الاغلب وهذا لايعني عدم مناصرته للكوفيين في بعض الاراء، ويتفرد في بعض الاحيان بأراء خاصة به