التحليل اللساني- التواصلي لسورة التوبة عند محمد أركون

المؤلفون

  • Dr. Hakim Salman AL- sltani

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i84.850

الكلمات المفتاحية:

التحليل اللساني، سورة التوبة، محمد اركون

الملخص

احتل القرآن الكريم مكانة مركزية في الفكر الإسلامي، فهو المشكّل لوعيهم وثقافتهم، والمؤسس لحضارتهم، وقد انبثقت عن هذه المركزية عناية نبعت من حرصهم على "لغة القرآن الكريم" والتي مثّلت في أدنى تأمل لها رسالة اتصالية موجّهة للبشرية. فالقرآن الكريم يمثل عملية الاتصال بكامل عناصرها من مرسل ومرسل إليه ورسالة وقناة اتصال وأكثر. لذا دعا العقول لأن تتأمله وتبحث فيه، فكثرت المؤلفات التي تكشف عن أسراره.

وقد قدّم العلماء العرب في العصور الوسطى أفكارا  قيمة في هذا الموضوع، لا تقل درجة عما هو موجود في الدراسات الحديثة، فقد كانت لديهم نظرات ثاقبة في وصف العملية الاتصالية وأركانها وشروطها ووظائفها، وهذا ما كان ماثلا في تضاعيف مصنفاتهم.

أمّا في هذا البحث فنحن أمام تطبيق متميّز للسانيات التواصلية على القرآن الكريم، سعى محمد أركون من خلاله إلى إنتاج المفاهيم التي هي نتاج البحث اللساني المعاصر وكيف يمكنها أن تتنزّل على الخطاب القرآني. ومنها فضاء التوصيل أو النماذج التمثيلية الفاعلة للكشف عن البنية المتحكمة بالعلاقات بين الأشخاص والضمائر وإطار التوصيل المشترك الذي يشمل كل الأساليب ويوجهها طبقا لمراتبية هرمية، ويوضح الأدوار والوظائف وصراع الضمائر والذوات للكشف عن تشكيل المسار السردي، وكل ذلك في نظر أركون من شأنه أن يبرز آليات مفصلة المعنى في الخطاب القرآني.

وقد حاول محمد أركون من خلال تطبيقه للسانيات في تمثّله القرآني لسورة التوبة، إلى إعادة تقويم مفهوم الوحي عن طريق أخذ بعده التاريخي بالحسبان، لا على أنه متعالٍ جوهراني، أزلي، أبدي يقف عاليا فوق التاريخ البشري، على الرغم من أنه أرسل لهدايته وقيادته على هذه الأرض.

فالتحليل اللساني في نظر محمد أركون يفرض على الدارس ممارسة تمرين من التقشف والنقاء العقلي والفكري لا بد منه. إنه يمثل فضيلة ثمينة جدا ولاسيما أنّ الأمر يتعلق هنا بقراءة نصوص محددة كانت قد ولّدت وشكّلت طيلة أجيال كثيرة الحسّاسية والمخيال الجماعيين والفرديين. وعندئذ نتعلم كيف نقيم مسافة منهجية تجاه النصوص أو بيننا وبين النصوص "المقدسة" من دون إطلاق أي حكم من الأحكام التيولوجية (الإيمانية) أو التاريخية.

وهذا التحليل للخطاب أو تفكيكه لا يتم – بحسب أركون- لتقديم معانيه الصّحيحة وإبطال التّفاسير الموروثة، بل لإبراز الصّفات اللّسانية اللّغوية وآلات العرض والاستقلال والإقناع والتّبليغ والمقاصد المعنوية الخاصّة بما أسماها " الخطاب النّبوي".

التنزيلات

منشور

2018-12-07

إصدار

القسم

مقالات