الممثل و المحمولات العلاماتية، الممثل الباحث أنموذجاُ

المؤلفون

  • DR. AHMED SHARGHI Sadkhan

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i73.232

الكلمات المفتاحية:

الممثل، المحولات العلاماتية، الممثل الباحث

الملخص

ينظر دي سوسور إلى العلامة على أنها نتاج علاقة ثنائية بين الدال والمدلول. وتعد العلاقة بينهما اعتباطية، فهي لا ترتبط بالضرورة بالواقع الفعلي الطبيعي، بل تكتفي بإلاحالة على الصورة الذهنية التي يبثها الدال، وهذا ما يؤكده دي سوسور في حديثه عن العلامة: "لا تربط شيئاً باسم ما، بل مفهوما بصورة سماعية، والأخيرة ليست صوتاً مادياً، أي شيء محض فيزيائي، بل هي أثر سيكولوجي للصوت، الانطباع الذي يتركه على إحساسنا" . إن ما يبثه الدال من صور سماعية أو إشارية أو إيمائية يستقبله المتلقي باعتباره مدلولا، ومن ثم يحيله الى صورة ذهنية فتتولد المعاني. وتلك هي مهمة الممثل الخلاق الذي يثير المتفرج ليس عاطفيا فقط، وإنما فكريا من خلال استفزازه. أي استفزاز المخيلة والفكر وتحريك القدرات الذهنية، لإدراج المتفرج في منطقة المنظومة العلاماتية التي تبث له عن طريق ما يحمله الممثل من دلالات. وقد يكون الدال صوتا ملفوظا او إشارة أو إيماءة، فالممثل له قدرة ساحرة على إيصال ذلك الدال والتعبير عن المدلول بالإيحاء، لما يمتلكه من مهارات. ولا نعني بالقدرة اللغوية نطق الممثل وتلفظه للنص الأدبي، بل قدرته الحسية والجسدية للتعبير، وثقافته، وعيه، وقراءته العميقة للنص، وتعامله مع الشريك الدرامي على الخشبة، سواء كان هذا الشريك ممثلا حياً، أم إضاءة، أم ديكورا، أم أزياء، أم موسيقى، أم أكسسوارا. وهو ما لا يتحقق إلا إذا كان الممثل باحثاً خلاقاً على الخشبة، وواعيا لما يقوله وما يقوم به، لأن نطق الملفوظ (اللغة) هو خطوة أولية لإيصال الدال وما يجسده عن طريق الإيماءة والفعل الجسدي.

التنزيلات

منشور

2018-08-11

إصدار

القسم

مقالات