مفهوم الحوار وأهميته وأهدافه وآدابه: دراسة وصفية

الملخص

الحمد لله حق حمده، حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وعلى جميع من سبقه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر المحجلين، وعلى من اتبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين .

أما بعد :

         إن الحوار من أهم وسائل الدعوة إلى البارئ ()، كونه أحد النشاطات العلمية واللفظية يقوم به مجموعة من المتحاورين لتقديم أفكار يؤمنون بها، وأدلة وبراهين تعبر عن وجهات نظرهم وتجلي سبب إيمانهم بها، بغية الوصل إلى الصواب أو لحل جذري لمشكلة معينة، لذا ينبغي على المحاور أن يهتم بهذا العلم وبدراسته وآدابه، كون الحوار الهادف يتطلب أن يكون أطرفه على أتم العلم والدراية بمحور الحديث، وكذلك يتوجب على أطرف القدرة على الاقتناع بقاعدة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وينبغي عليهم أيضاً انتقاء كلمات مناسبة، تجنبهم خلق النزاعات بينهم، والابتعاد عن الغضب والتعصب، كونهما من الصفات المذمومة التي حذر منها الإسلام، بغية التقريب بين وجهات النظر المتباينة، واستمارة القلوب إلى الصواب، لكي يحقق من وطأة الخلاف بين المتحاورين، وهذا سبب اختياري لدراسة الموضوع الموسوم بـ(مفهوم الحوار وأهميته وأهدافه وآدابه- دراسة وصفية)، وقد قسمت الدراسة إلى ثلاث مباحث تسبقهم مقدمة وتعقبهم خاتمة وقائمة المصادر والمراجع .

         جاء المبحث الأول لبيان مفهوم الحوار وأهميته وغايته، وخصص المبحث الثاني لدراسة أهداف الحوار وأصوله، أما المبحث الثالث فقد عُني بدراسة آداب الحوار وإشكالياته.