فاعلية النص السردي في ميزان النقد البيئي رواية (أحلام البحر القديمة) لشعاع خليفة أنموذجًا

الملخص

لا يمكننا أن نحكم على النص الأدبي بِعَدِّه نصًا بيئيًا مالم تتوفر فيه شروط المنطلقات الأدبية البيئية؛ لذا يتعذر على كاتب النص الأدبي حضور البيئة في نصه مالم يكن كاتبًا يحمل همًا بيئيًا تأبى نصوصه إلا أن تكون أثرًا مفتوحًا يعتنق الأفكار التي تعلي من شأن البيئة وأهميتها، شريطة ألا تتضاءل القيمة الفنية والتفاعلية للنص؛  فبها ترتهن النواتج التقويمية المترتبة على فعل الإنتاج القصدي، ومنها يبزغ التأويل البنائي لإنتاج الدلالة ضمن مدار سياقات تحاورية راصده للمشاهد البانورامية المكتنزة بمهيمنات وجهات النظر، فضلا عن الأنساق المضمرة التي تكافئ المعاني النصية بتعبير يشرع للدال المنوط بمهام تخريج مقاصد اللغة التي ينصب أغلب تمظهراتها المختلفة نحو الترابط الرصفي بين الدوال النصية، والحقيقة أن عملية استقصاء هذه الجوانب لا يعتمدها منهج واحد، وأن طريقة إغناء النص بمناهج مختلفة_ سوغ هذا الأمر كثير من النقاد وفي مقدمتهم ياوس - من شأنها أن تنهض بمسؤولية تقديم قراءة ممكنة تتجسد فيها قوام البنية الفنية والإنحناءات الدلالية للرؤى والأفكار؛ لذا سوف يتضافر أكثر من منهج في البحث طبقا لما ترتضيه ارتحالات البنية النصية، من أجل رصد قنوات الخطاب واستشراع قراءة سياقية تتجانس فيها الأبعاد جميعها، وقد جسدت ذلك على رواية (أحلام البحر القديمة) لشعاع خليفة الذي يتأسس البحث فيها على مهاد نظري عرض فيه تأصيل مفهوم النقد البيئي ثم كان الحديث عن بداياته وخصائصه وشروطه، ثم جاء المهاد الإجرائي ليكشف عن الضوابط النصية التي فعلها الكاتب على مستوى السياق، فضلا عن تشاطر القارئ في استنباط قصدية النص