الثورة الجزائرية في سياسة العراق الخارجية دراسة في مواقف وآراء ساسة العهد الملكي ( 1954 – 1958 )

الملخص

على الرغم من أن العهد الملكي في العراق لم يقدر له ان يستمر حتى نهاية الثورة الجزائرية عام 1962 ليواكب جميع أحداثها، لكنه عاصر تطوراتها منذ اندلاعها عام  1954 الى انهيار ذلك العهد الذي اسقط  بثورة الرابع عشر من يوليو عام 1958، وهنا قد تظهر تساؤلات عدة للمرء : كيف هي صورة الثورة الجزائرية في سياسة العراق الخارجية لتلك الحقبة الزمنية، وكيف تفاعل العراق مع مجرياتها بالسلب والإيجاب، وما هو حجم الدعم الذي قدمته الدولة العراقية لها حكومة وبرلمان، يمكن لنا أن نجيب عن تلك التساؤلات المشار إليها إذا ما تتبعنا مواقف رئاسة الوزارة منها، ومواقف عدد من أعضاء البرلمان العراقي بشأنها، ودور وزير خارجية العراق آنذاك برهان الدين باشا أعيان في التعاطي معها، كونه شهد جميع المدة الممتدة من 1954 وحتى عام 1958 التي تمثل النصف الأول من تاريخ الثورة وهي مدة استمر فيها استيزاره لوزارة الخارجية العراقية، وقد حمل في طياته كل مواقف العراق تجاه الثورة الجزائرية، تلك المواقف التي تعكس رغبة الحكومة العراقية في مناصرة الجزائر لقضيتها التحررية، من خلال ما قدمته من دعم  دبلوماسي لها، مع بعض المساعدات المادية والعسكرية، التي جاءت متماشية مع رغبة الرأي العام العراقي المتعاطف مع قضايا التحرر العربي  للشعوب  التي كانت ترزح  تحت مظلة الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا.