الاستثمارات الأمريكية في دول أمريكا الوسطى (1899-1954)

المؤلفون

  • بشرى طايس عبد المؤمن

الملخص

ان دول أمريكا الوسطى تتميز بأنظمة ضعيفة، بسبب التباين الاجتماعي، والتفاوت الطبقي، وسيطرة النخبة على زمام الحكم ورعايتهم لمصالحهم على حساب المصلحة القومية، كسائر دول امريكا اللاتينية، وذلك كان عاملا مشجعا للقوة الاقتصادية الأمريكية الصاعدة في الاستثمار واستغلال المنطقة وتطور الامر الى التغلغل الأمريكي اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وعسكريا. وكانت شركة الفاكهة المتحدة الأمريكية، اقوى شركات الاستثمارات، (انموذجا)، والتي عملت هناك كمصدر رئيسي في تجارة الفاكهة (الموز بشكل أساسي) من مزارع أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا منذ عام 1899. وأسهمت الشركة بشكل كبير في توسع الاستثمار الامريكي في دول امريكا الوسطى وبمساعدة الادارة الأمريكية عن طريق سياسة إغراق دول المنطقة بالديون لاجل الضغط بالتدخل العسكري بغية الحصول على المزيد من امتيازات استثمارية للشركات الامريكية في قطاعات مختلفة، وهذا فسح المجال في سيطرة الشركة على مناطق وشبكات من النقل في أمريكا الوسطى والساحل الكاريبي التي تعد امتدادا استراتيجيا وامنيا واقتصاديا للولايات المتحدة الأمريكية. اصبح للشركة نفوذ على النخبة الحاكمة في تلك الدول مقابل ضمان بقاء النخبة بالسلطة، ولها الفضل في زيادة التغلغل الامريكي في المنطقة، واسهم مردود الاستثمارات في عوائد اقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية في عهد ازدهار الشركة خلال النصف الاول من القرن العشرين. مع ذلك فالشركة تعرضت إلى تقلبات داخلية منذ عام 1954، واثرت حركة الاضرابات العمالية، الرافضة لسياسة الشركة، على نفوذها، كما تأثرت الشركة بالوضع الدولي الذي فرض صراع القطبين، الرأسمالي والاشتراكي، إستراتيجية أمريكية تتناسب مع متطلبات مرحلة بعد الحرب العالمية الثانية من سياسات مغايرة لمرحلة ما قبلها مما اثر ذلك على مركز الشركة في أمريكا الوسطى، وتراجع نفوذها وقوتها وبرز الامر بشكل كبير منذ عقد الخمسينيات من القرن العشرين.

التنزيلات

منشور

2024-07-07