صناعة الآخر في نقد ابن سنان الخفاجي (ت 466هـ) في كتابه سر الفصاحة
الملخص
تمثل ثنائية (الذات والآخر) من القضايا المهمة كونهما متلازمان وهذا التلازم لا يمكن أن يتحقق إلاّ بوجود هذين الطرفين أو القضيتين على حدٍّ سواء، وهذا الوجود يتباين من ذات إلى آخر تبعاً لاختلاف رؤية الذات للآخر من حيث قبوله أو رفضه وتهيئته، وهذا القبول أو الرفض هو ما نلحظه في مؤلف لناقد عربي قديم من القرن الخامس الهجري، عُرِفَ بعلمه الواسع في النقد والبلاغة العربية وعلوم اللغة الأخرى وهو ابن سنان الخفاجي(ت 466هـ) والذي عُرِفَ عنه أنه كان شاعراً وأديباً أيضاً، والمتأمل في مؤلفه الموسوم (سر الفصاحة) يجد أن حضور الآخر المتمثّل بــ (مؤلف الكلام والشاعر والكاتب) قد غلب عليه الضعف أو السلبية وهذا راجع إلى طبيعة (الأنا لابن سنان) الناظرة للآخر بنظرة استعلائية كونه ناقد ولغوي وبلاغي وعالم بخبايا النص، وهذا راجع إلى تعالي الأنا، فالآخر من وجهة نظر ابن سنان على الرغم من ما يمتلكه من معرفة لا يزيد على ما تمتلكه الأنا الناقدة لابن سنان وهذا ما لمسناه في تضاعيف مؤلفه ولاسيّما أن ابن سنان لم يكتفِ بتوجيه الاخر وتكوينه على الوجه الذي يحب وإنما حاول بيان مفهوم الفصاحة والفرق بينها وبين البلاغة مبيناً الأسس التي تحددت على وفقها ليتسنى للآخر التزود والإحاطة بالمعرفة من جميع جهاتها، وهذا ما يبدو نابع من شغف الناقد العربي بفنون القول الذي كشفت عنه ذات الخفاجي.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.