حدس الذات والتجربة الدينية في فلسفة هنري برغسون
الملخص
يُعدُّ الفيلسوف هنري برغسون Henri Bergson (1859-1941) حالة متفردة في تاريخ الفلسفة، فقد استطاع تشييد فلسفته الخاصة بشكلٍ مستقل عن تأثيرات أي تقليد فلسفي بعينه. وتتخذ الفلسفة عنده صورة تأمل حدسي في فعل الحياة وتطوّرها الخلاق، وهي تستند إلى رؤية أنطولوجية لا ترى في مظاهر الحياة كافة سوى تجليات للصراع الأزلي بين تيارين رئيسين يتحكمان في صيرورة الوجود : تيار الشعور وتيار المادة. فأصل الحياة ومصدرها يجد قراره في اندفاعة حيوية مُبدِعَة بقدر ما هي غامضة، لا يمكن رصدها أو الوقوف على ماهيتها الحقيقية إلّا بفعل الحدس الوجداني المباشر.
وقد كان لهذه الرؤية الفلسفية انعكاسات مهمة على سبيل تفسير التجربة الدينية وتوضيح أصل الشعور الديني من جهة علاقته بطبيعة الحياة وحدس الذات بنفسها. من هذه الناحية سلك برغسون في كتابه (منبعا الأخلاق والدين) طريقه الخاص في استكشاف ماهية التجربة الدينية، بعد أن استأنف العمل على استعادة البعد الروحي في صميم العمل الفلسفي ذاته، رافضاً في الوقت نفسه التفسيرات الوضعية والعلمية والاختزالية كافة.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.