التحليل البلاغي في كتاب "دلائل الإعجاز" للجرجاني دراسة في الأدوات

الملخص

 على الرغم من كثرة الدراسات التي تناولت عند جهد الجرجاني وبشكل خاص نظرية النظم ، إلا أنها لم تقف عند أدوات التحليل البلاغي للجرجاني ، فاضافة الى النظم الذي يعد الآلية الرئيسية والمركزية في هذا التحليل هناك أدوات أخرى أهمها التأويل والتلقي والذوق ،ولهذا جاء هذا البحث ليدرس هذه الآليات ويبين كيفية استثمارها من قبل الجرجاني في تحليله البلاغي في كتابه ( دلائل الإعجاز) ، إذ كان توظيف هذه الأدوات منظماً ومحسوباً بشكل دقيق ، إذ يبدأ بالنظم بوصفه السياق الذي يحتضن بقية الأدوات ، فيقف الجرجاني عند تعليق الألفاظ ثم يلجأ إلى الآلية الثانية (التأويل) فيؤول المعنى أحياناً وحسنه أحياناً أخرى من خلال البحث عن أسباب هذا الحسن ، ثم ينتقل إلى المتلقي حيث يجعله حكماً يبين فيما إذا كان الكلام حسناً أم قبيحاً ، وهنا لا يستغني عن الذوق بوصفه الوسيلة التي لا يمكن أن يحكم المتلقي على النص بدونها ، ولا ينسى أن يربط بالذوق المعرفة بقوانين اللغة وبشكل خاص النظم الذي يمثل عنده مفتاح الدخول إلى عالم النصوص والكشف عما تتضمنه من جمال وقبح ،ولما كان تحليل الجرجاني ينطلق غالباً من موضوعات البلاغة فقد وصفناه بالبلاغي،وقد اعتمدنا في دراسة آليات التحليل البلاغي على كتاب ( دلائل الإعجاز )