ظاهرة التلتة بين العربية (الفصحى) ولهجات شبه الجزيرة العربية – دراسة موازنة

المؤلفون

  • Dr.Maysaa saieb Rafah

DOI:

https://doi.org/10.35167/muja.v0i60.521

الملخص

تمخّض البحث في ظاهرة التلتلة بين العربية وأخواتها ولهجات شبه الجزيرة العربية عن جملة من النتائج أهمّها:1-إطلاق لفظة (لهجات)، بدلات من (لغات) على لهجات شبه الجزيرة العربيّة، التي عُرِفت بـ ((اللغات الساميّة))؛ لأنَّ العربية وأخواتها ما هي إلاّ لهجات انشعبت من اللغة الأم ((الأولى)، بيد أنَّ تفرُّقهم أدّى إلى وجود لهجاتِ يختلف بعضها عن بعض في وجوه، ويُشابه بعضها بعضاً في جوانب أخرى.2-إنّ اللغة العربيّة أمّ للهجات شبه الجزيرة العربية، أي أنَّها هي اللغة الأم (الأولى)، لاتفاق الباحثين على أنَّ جزيرة العرب هي المهد الأول لهذهِ اللهجات( )، ولأنَّ القبائل العربية البائدة (العاربة) – كما تروي كتب الأنساب – هم سكّان جزيرة العرب الأوائل الذي بادُوا، أو تفرّقُوا في القبائل، وهم: طَسْم، وعَاد، وجَديْس، وثمود، وأنَّ لغة هذهِ القبائل العربية القديمة البائدة، ليست كعربية العصر الجاهلي، ولكنَّها عربيّة قديمة لأقوام بائدة طرأت عليها تحوُّلات بعد تطاول الأزمنة والأمكنة، وخضعت لتطوّرات وتبدُّلات، أي أنَّ العربيّة (الفصحى)، ضربت جذورها في أعماق تاريخ هذه البلاد، وتمخّضتْ عن لهجات قبليّة، تفرّقت في جهات مختلفة، وتحوّلت فيما بَعْد إلى ألسنة هي: الأكدية، والإبليّة والأوغاريتية، والفينيقيّة، والعبْرية، والمُؤابيّة، والآرامية بفرعيها الشرقي، ومنها: النبطيّة، والتدمريّة، والحضريّة. والغربي، ومنها: السريانيّة، والصائبة المندائية، ثم المجموعة العربية.والدليل اللغوي قائم على أنَّ العربيّة هي اللغة الأم (الأولى)، إذ يغلب على الجزيرة العربية الطابع الحسّي، والعربيّة تكثر فيها الألفاظ الحسيّة الأصل، التي ترجع لها الألفاظ المجرّدة، فالعَقْل من عِقَال الجَمَل، والنَّفْس من النَّفَس المُتَردِّد في الصّدْر، والرُّوح من رَوَاح الريِّح وغُدوِّها، والعَفْو عن الذنب من الرِّيح التي تَعْفو آثار الدِّيار، فضلاً عن كثرة اشتقاقات العربيّة، وتنوُّع معانيها ودلالاتها، وامتلاكها لأهم خصيصة من خَصَائصها وهي: الإعراب، وتكامل نظامها الصوتي، وتَوزُّع مخارج أصواتها في أوْسعِ مَدْرجٍ صَوْتي ما بين الشفتين وأقصى الحَلْق تَوزُّعاً عادلاً، أدّى إلى الانسجام والتوازن بين الأصوات العربيّة، إذ يتألف نظامها الصوتي من تسعةٍ وعشرين صوتاً، في حين تتألف اللهجة الفينيقيّة من اثنين وعشرين صوتاً، ومثلها في العدد اللهجة العبريّة، والنبطيّة، والسّريانيّة، والصائبة المندائية. 3-أمكن الاستدلال على قدم ظاهرة (التلتلة) في العربية التي تعني: كسر حرف المضارعة نحو: (إعلم، تِعْلم، يِعْلم، نِعْلم)، لأنّها:‌أ-وُجِدَتْ في أقدم لهجة من لهجات شبه الجزيرة العربية من حيث تاريخ التدوين، إذ تدخل (الكسرة I)، في صيغة المضارعة في اللهجة الأكديّة، إذ جاء مقطع المضارعة (همزة مكسورة (إ) I)، في صيغة الغائب المفرد: (iqbbar)، يقابله في العربيّة: (يَقْبُرُ). وجماعة الغائبين: (iqbbarū)، يقابله في العربية: (يَقْبُرون). وجماعة الغائبات: (iqbbarā) يقابله في العربيّة: (يَقْبُرْنَ)، وجماعة المتكلِّمين: (niqbbar) ويقابله في العربيّة: (نَقْيُرُ). ‌ب-وقد كُسِر حرف المضارعة مُطلقاً في اللهجتين العبريّة والآرامية، إذ كُسر حرف المضارعة في الصيغ جميعها (المتكلّم، والمخاطب، والمخاطبة، والغائب، والغائبة، وجماعة المتكلّمين)، من ذلك: eqbor)’( للمتكلِّم، يقابله في العربيّة: (أقْمبُرُ). والمخاطب (tiqbor)، يقابله في العربيّة: (تَقْبُرُ). والمخاطبة: (tiqbərī)، يقابله في العربيّة: (تَقْبُرين)، والغائب: (yiqbor)، يقابله في العربية: (يَقْبُرُ). والغائبة: (tiqbor)، يقابله في العربيّة: (تقبر [هي]) وجماعة المتكلِّمين: (niqbor)، يقابله في العربيّة: (نَقْبُرُ). ‌ج- أمّا اللهجة السّريانية فقد جاء حرف المضارعة كسرة مُمالة (é) ، في صيغة المضارع مطلقاً، في (المتكلِّم، والمخاطب، والمخاطبة، والغائب، والغائبة، وجماعة المتكلِّمين). من ذلك: eqbor)’( للمتكلِّم، يقابله في العربيّة: (أقبُرُ). و (teqbor) للمخاطب، يقابلُهُ في العربيّة: (تَقْبُرُ). و (teqbərin) للمخاطبة، يقابله في العربيّة: (تقبُرين). و (neqbor) للغائب، يقابله في العربيّة: (يَقْبُرُ). و (teqbor) للغائبة، يقابله في العربيّة: (تَقْبُرُ). و (neqbor) لجماعة المتكلِّمين، يقابله في العربيّة: (نَقْبُرُ). ‌د-كسرت اللهجة الحبشيّة (الأثيوبيّة) حرف المضارعة كسرةً مُمالة، في صيغة المضارع مطلقاً في (المتكلِّم، والغائب، والغائبة، والمخاطب، والمخاطبة، وجماعة المتكلِّمين. من ذلك: eqbor)’( للمتكلِّم، يقابله في العربيّة: (أقْبُرُ). و (yəqbər) للغائب، يقابله في العربيّة: (يَقْبُرُ). و (təqbər) للغائبة، يقابله في العربيّة: (تَقْبُرُ). و (təqbər) للمخاطب، يقابله في العربيّة: (تَقْبُرُ (أنت))، و (təqbəri) للمخاطبة، يقابله في العربية (تَقْبُرين). و (nəqbər) لجماعة المتكلِّمين، يقابله في العربيّة: (نَقْبُرُ). أي أنَّ كسر حرف المضارعة الذي عُرف في العربيّة بـ (التلتلة) أصيلٌ؛ لوجوده في اللهجات الأكديّة والعبريّة والآراميّة الفينيقيّة، والحبشيّة (الأثيوبية)، التي ورد فيها حرف المضارعة مكسوراً.

التنزيلات

منشور

2018-09-09

إصدار

القسم

مقالات