خيوط الواقع والسرد الروائي في رواية (غراب الطاهرة )

الملخص

تعد رواية (غراب الطاهرة ) من الروايات المعاصرة التي ركزت على الواقع المعاصر، وهي تمثل حقلاً بكراً صالحاً لدراسة العلاقة الحميمة بين ( الواقع ) و ( الشكل البنائي ) وأثره في بنية النص الروائي، بمعنى آخر دراسة القوانين التي توجه أنماط التأليف، وحرية الأختيار في صياغة العمل الفني.إذ إن اهتمام المؤلف بالتوثيق التاريخي، وتسجيل أهم المظاهر الواقعية، ومايرتبط بها من ممارسات النظام السابق أثرت في البناء الروائي، فمن حيث بناء الزمن لجأ المؤلف إلى تقسيم المادة الروائية على وحدات سردية تبدو مستقلة، ولاسيما مع وجود العناوين الفرعية التي تتصدرها، مما يضمن لها تجاوز الأزمنة الخالية من الحدث.أما من حيث بناء الشخصية وتقديمها، تحاول الرواية أن تعرض قضية (الانسان العراقي ) ضمن الواقع المعاصر بصورة عامة بعيدا عن الخصوصية الفردية، ولذلك عمد المؤلف إلى تجريدها من الخصائص الفردية، والاكتفاء بالخطوط العامة.وللتعبير عن رفض المؤلف لسلبيات الواقع المعاصر عمد إلى توظيف ( الراوي العليم ) الذي يسرد بضمير الغائب مما يسمح بتماهي صوت الراوي مع صوت المؤلف الحقيقي، ولاسيما وهو يتبنى وجهة النظر الساخرة في تقديم عالمه الروائي معتمدا في ذلك على توظيف المفارقة بأنواعها المختلفة وهو يصوغ مفردات المشهد السياسي.