خطاب الكراهية وتحديات الأمن الإنساني: الأسباب، المخاطر، سبل المواجهة

الملخص

من واجبات الفكر الاجتماعي والسياسي، أن يقتحم الظواهر والقضايا المجتمعية مهما بلغت من الدقة والحساسية والخطورة، وأن يستخرجها من نطاق الجدل الضيق والغرف المظلمة إلى حيز النور، قبل أن تتخمر وتتفاقم ثم تنفجر في شكل احتكاكات انفعالية أو صدامات لا تحمد عقباها، لهذا يتناول بحثنا الحالي موضوع خطاب الكراهية وتحديات الأمن الانساني. حيث انتشر خطاب الكراهية في الآونة الاخيرة بشكل كبير، خصوصاً بعد الانتشار الواسع لبرامج التواصل الاجتماعي، في ظل الاستخدام السيئ وغياب الرقابة القانونية والمسؤولية الاجتماعية؛ ولذلك من المهم أن نعترف بخطورة “خطاب الكراهية” بكل أنواعه وبأن تأمين الحماية الكافية لحقوق الإنسان يتطلب التصدي للكراهية بكل أشكالها، لأنها تقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة، وترسي الأسس للعنف وتعيق عملية السلام وتهدّد الاستقرار والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية والسلم والأمن المجتمعي، وتثير الفزع والخوف لدى افراد المجتمع، والأهم من هذا يؤدي خطاب الكراهية إلى فقدان ثقة الافراد بالآخرين، مما ينعكس بالسلب على الأمن الانساني للمجتمع.