الايديولوجيا الاجتماعية و واقع المرأة: دراسة ميدانية لعينة من طالبات جامعة بغداد

الملخص

تعد الصورة النمطية للمرأة في المجتمع العراقي منذ القدم على كونها ام وربة منزل وتابع للرجل سواء كانت متزوجة وتابعة لرجال العائلة كالاب والاخ في حال كانت عزباء المرأة و كانت الطرف الاضعف والاشد خضوعا لهيمنة الايديولوجيا الاجتماعية التي بدأت تهمش فاعلية المرأة لحساب الافكار والقيود الاجتماعية التي حكمت المرأة بجميع جوانبها , في هذا البحث بينت كيفية ترى المرأة نفسها ككائن مستقل وكيف يراها المجتمع من خلال نظرته المسيطر عليها من قبل الافكار الاجتماعية المترسخة في اذهان الصغير والكبير وحتى في اذهان المرأة نفسها , قبل استفحال الايديولوجيا الاجتماعية كانت المجتمعات على براءتها بالرغم من انها كانت توجد بعض الاعراف التي تحد من حرية المرأة والانسان بصورة عامة التي رسمت لاحقا طريق واحد للمرأة التي انتجها الفكر العرفي المسيطر في اغلب المجتمعات ,ان اشتراك الرجال والنساء في مهمة النهوض بالعمل الاجتماعي والحياة الاجتماعية طبيعة انسانية وجدت منذ فجر التاريخ وكانت ولاتزال من مقومات المجتمع السليم , المرأة تحتاج ان تقر بانسانيتها فاذا كانت النخاسة الاعلامية تستغل جسدها فأن النخاسة الايديولوجية تستغل عقلها وجسدها لتحقيق الهيمنة الاجتماعية على حسابها ,فأشكاليات الايديولوجيا الشمولية انها تستولي على الانسان فانها تلغي انسانيته وتفقده في الوقت نفسه القدرة على  الشعور بالالغاء , وهذا اخطر مافي الامر انها تجعل الانسان اداة طيعة من ادواتها تستخدمها في قمعه وفي تعميق شعوره بتضاؤل فردانيته التي هي جوهره الانساني , فالتحرر من هذه القيود الاجتماعية ليس بالامر السهل ويزداد الامر صعوبة عندما تكون هذا الانسان امرأة عندما تحاول الخروج من الاسر الايديولوجي, واثبات هويتها كأنسان لها حقوق وعليها واجبات كأي فرد في المجتمع،                     وخلص البحث بعدة استنتاجات ومقترحات اهمها:أن القيم والتقاليد والعادات المتعلقة بوضع المرأة الضعيف في المجتمع وهذا ما يجعلها لا تأخذ نفسها ما يجب أن يتمتع به المجتمع مثل نصفه، وأن هناك تواجداً للمرأة في العمل والوظائف ، لكن هذا الحضور قد يضعف أو يتلاشى تبعاً لضعف موقعها في المجتمع، ولا يزال هناك بعض التصور السلبي في المجتمع حول عمل المرأة خارج المنزل على الرغم من حقيقة أن عملهم يؤدي إلى دعم الرجال وزيادة تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة كما ان هناك فرق في طرق التمايز بين الذكور والإناث .وقد اقترحت الباحثة بتوجيه أفراد المجتمع لأهمية مكانة المرأة ودورها في المجتمع عن طريق تغيير النظرة التقليدية، وضرورة تفعيل أدوار المرأة في الوزارات والمؤسسات الاقتصادية المختلفة من خلال الحوافز المالية والأخلاقية لها. كما ان المؤسسات المجتمعية تحتاج إلى تبني قيم إيجابية تساعد على  تعزيز مكانة المرأة في المجتمع .