سياسة الفصل العنصري البريطانية في السودان1922- 1930- دراسة تاريخية

الملخص

في العصور التاريخية السودانية المختلفة، ارتبطت اقاليم السـودان فيما بينها ارتباطاً وثيقاً، فتشكل على اثرها كياناً متنوعاً عرقياً، ودينياً، وقومياً، جمع بين الاصول العربيـة وأخرى افريقيـة متعددة، وربط علاقاتها الاثنية المتكونة عبر الازمنة مع بعضها، بفعل التواصل البشري، غير ان هذا الترابط تأثر كثيرا على اثر امتداد النفوذ الاستعماري البريطـاني الى السـودان، والذي جعل منه بؤرة متأججة لصراع عنصري- حضاري، بين شقيه شمال السودان العربي الاسلامـي من جهة، وبين جنوبه ذات الاغلبية الافريقية الزنجية من جهة اخـرى، والتي توضحت بشكل جلي من جراء السياسة الاستعمارية البريطانية، ولاسيما في المدة ما بين عامي 1922-1930م، اذ غدت هذه السياسة الخبيثة، سبباً مباشراً في زرع العنصرية والفصل العنصري بين ابناء البلد الواحد، وتغذية التفرقة واثارة النعرات العنصرية والاحقاد بين فئات المجتمع السوداني بشقيه الشمالي والجنوبي، عبر مجموعة من الاجراءات والقوانين وتطبيق نظام اللامركزية، بهدف ترسيخ العنصرية فيه، تمهيداً فصل الجنوب عن السودان لاحقاً، وهو ما تحقق عام 2011.ويحاول هذا البحث معالجة ذلك عبر تمهيد ومبحثين: المبحث الاول: ملامح السياسة البريطانية في السـودان، المبحث الثاني: الاجراءات البريطانية المكرسة للفصل العنصري بين الشمال والجنوب: