الصَحابةُ في إِرْمِيْنِيَّةِ

المؤلفون

  • محمد خضير عباس الجيلاوي

الملخص

إنَّ أصحاب رسول الله (r) المنتجبين كانوا أفضل هذه الأمة علماً وعملاً، وأبرها قلوباً، وهم طراز فريد، اجتمعت لهم فضائل كثيرة، فهم جيل فذ لن يتكرر، والأنموذج الكامل لتطبيق الدين، وهُمُ الذين قامت عليهم الدولة والحضارة الإسلامية فيما بعد.

وكانت المدرسة النبوية أعظم مدرسة وجامعة للتربية والتعليم عرفتها البشرية، وقد ضمت نخبة من الصحابة الكرام. فحقق هؤلاء الثقة التي كانوا يحظون بها عند النبي (r) في كل الأحوال وبأي قيمة، وأثبتوا أنهم في كل غزو وفي كل خطر سواء كانوا من الأنصار أم من المهاجرين، فلم يتخلف أحد عن خوض هذه الأخطار والجهاد في سبيل الله تعالى. فتحمّل الصحابة من البلاء العظيم ما تنوء به الرواسي الشامخات، فبذلوا في سبيل الله النفس والنفيس، والأولاد والأموال، وصبروا على جفاء القريب والبعيد، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ.

ونظراً لتوسع الدولة الإسلامية وما قام به الصحابة من فتوحات ونشر للدعوة الإسلاميَّة في الشام وإيران وأذربيجان، أرادوا حماية حدود هذه الدولة من الأعداء وتأمين حدودها، لأنه سيطرة المُسلمين على هذا الدرع الواقي، وهو: إِرْمِيْنِيَّةُ، سوف يسهل على المسلمين تقطيع أوصال الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة واختراق أعماقها، لِذلك كان من الضروري ضم إِرْمِيْنِيَّةُ إلى الدولة الإسلاميَّة الفتيَّة، فتحقق للمسلمين ما خططوا له، وضمت إلى الدولة الإسلامية.

ولم تكن عملية فتوح إِرْمِيْنِيَّةُ عملية سهلة ومتيسرة بالنسبة للصحابة، فقد كلفتهم كثيراً من التضحيات، والوقت، والعناء، والمال، فغزوا وسادوا، ودانت لهم بعد ذلك الأكاسرة والقياصرة.

التنزيلات

منشور

2024-04-26