تداوليَّة الخطاب الصُّوفي في شروح تائيَّة ابن الفارض: دراسة في ضوء نظريَّة الفعل الكلاميّ

المؤلفون

  • مهند ناصر القُريشيّ

الملخص

يُعدُّ الخطاب الصُّوفي من أعمق الخِطابات اللُّغويَّة، وأكثرها تعقيداً وانفتاحاً على التَّأويل، ولا سيَّما أنَّه يعتمد على لطائف الإشارات، ورمزيَّة العبارات؛ ويحتلُّ غموض المعنى فيه مساحةً كبيرةً، يجعل مقاصد المتكلمين مُشفَّرةً على المتلقِّين، وإذا ما نظرنا إلى تائيَّة ابن الفارض الكبرى المُسمَّاة بـ(نظم السُّلوك) نجدُ أنَّها متنٌ شعريٌّ فخمٌ، أودعها ابن الفارض لغةً ثريَّةً بالمعاني والاستعارات والصُّور البيانيَّة والإبلاغيَّة، التي تحتاج إلى أكثر من شرحٍ، لفكِّ دلالاتها الغامضة، وتحليل مقاصدها المُضمرة، وإذا كانت اللِّسانيَّات التَّداولية تهدف إلى دراسة اللُّغة حين استعمالها، فهي تكشف عن حجم العلاقة بين العلامات ومستعمليها، فترصد ما يمكن أن تنجزه اللُّغة من مهامّ حواريَّة تواصليَّة، فالتَّداوليَّة إحدى أبرز الوسائل التي تكشف عن المُكوِّن الجوهري للدَّلالات الثَّاوية في بِنية النُّصوص، أو الخطابات اللُّغويَّة.

ولذا يأتي هذا البحث هادفًا إلى الكشف عن الفهم الخاصِّ لإنجاز المقولات اللُّغويَّة التي فرضتها التَّجربة الروحيَّة لابن الفارض في تائيته الكبرى، مُتَّخذاً من مفهوم الفعل الكلامي وسيلةً لذلك، ولا سيَّما إذا ما علمنا أنَّ خِطاب شُرَّاح تائيَّة ابن الفارض اتَّسم بمعطيات ذي أبعاد مفهوميَّة توازي جوهر النَّظريَّة التَّدوليَّة؛ إذ إنَّهم في مقولاتهم تجاوزوا الحديث عن الإطار العام لمعاني الأبيات إلى الحديث عن المقاصد الكلاميَّة والأعمال الإنجازيَّة التي تُؤدِّيها اللُّغة.

التنزيلات

منشور

2024-07-03